admin Admin
عدد المساهمات : 1557 تاريخ التسجيل : 13/08/2011 العمر : 70
| موضوع: لاِمْرأةٍ خِلْتُها الغجَريَّةَ في الذَّاكِرة الثلاثاء أغسطس 14, 2018 7:44 am | |
| لاِمْرأةٍ خِلْتُها الغجَريَّةَ في الذَّاكِرة
هُنا المكانُ يفجَرُ ماءً ظـلَّ نَـسِـيّا، دافِقاً مِن بيْن الصُّلْب والتَّـرائِـبِ موْجاً عَتِيّاً، يَشهدُ بعْثَ العاصِي المُنتَظر، كذا قالتْ عيونُ مريمَ تهزأ بالقدر، حين رُجَّتْ في جوْفها نبْضٌ عنيدٌ حرَّكَ ما تبقـَّى من راقدِ عُمْر قضَى لِمخاضٍ جديدْ، ولم تعرفْ خُطاها بعضَ تردّدٍ حتى من عُيون البشَر، حينَ كاشفتْ وجهَ الشمْس بِعُرْيِها تنزعُ ما اسْتبْقَى زمانٌ لدِفئِها مَلاءَةَ البرْدِ القديم فِي عزِّ الشتاءْ، وأنا بحُضْنِها في عتمَة النِّسْيان، أرقبُ صرْخة الوَجَعْ صاعِدةً حتَّى الأقاصِي من أفْق البحْر، سمعتُ أنَّتَها تشْكو بَوَارَ الأرْض ناضِبَةً مثلَها طالَ ما حنَّتْ لودْقِ المطَرْ، قالتْ حملتُكَ من رجْع الصَّدَى خلْقا سَوِيّا، ولم يمْسَسْني قبلكَ إنسٌ بغَى جسَدي سهْلاً لوِطاءِ العُشْب نَدِيّا، فهَلاَّ كلَّمْتَني لُغة العِشق حتَّى الفناءِ صبِيّا، ثم قالتْ ً: هِيتَ لكْ، أُعَمِّـدْكَ بماءِ الحُبِّ من فيِض الإنسان فِـيَّا، أراه بداخلي ينحتُ حرْفاً بهيَّا، عسَى أن تَكونَ لِي و مِنِّي آخرَ الأنبياء، ثم قالتْ هيتَ لكْ و أنا سابِح في الوِجْد مَسافاتٍ بيْن النور والظلمة، أجاهِدُ لاِنْفِلاتي من قبْضة الزَّحْمة، فيها يكونُ خَلاصِي قلتُ حمَلْتِني أيَّتُها المجنونَة ضِدّاً على نفسِي و ما كنتُ في الحُب إلا شقِيّا، كانت يدايَ بيْن الكعْبة والحجَر حينَ ارتعشتْ مريمُ يصْعد بوْحُها منْ نُطق صمْتٍ طوَاهُ الخَوْفُ عليْها من خُروجي المُنتَظرْ، ثم قالتْ: أريدُكَ مِنِّي امتداد الروح في الجَسَدْ، وأسبلتْ عينيْها خجَلاً ذات ارتحال في عمق هسيس الشجر، قلت لها و أنا أسابق موتي قبل الأوان بين أرْجاءِ المَدينَة، ما للحكَايا فينا منذ الأزل، بقايا طفولة مُغتصبة، تحِنّ لِبَعثِها فيكِ اسْماً للعاصي المنتظر. *******
| |
|